سورة الأعراف - تفسير تفسير الواحدي

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (الأعراف)


        


{ونادى أصحاب الجنة أصحاب النار أن قد وجدنا ما وعدنا ربنا} في الدُّنيا من الثَّواب {حقاً فهل وجدتم ما وعد ربكم} من العذاب {حقاً}؟ وهذا سؤال تعييرٍ وتقريرٍ، فأجاب أهل النَّار و{قالوا نعم فأذَّن مؤذنٍ بينهم} نادى منادٍ وسطهم نداءً يُسمع الفريقين، وهو صاحب الصُّور {أن لعنة الله على الظالمين}.
{الذين يصدون} يمنعون {عن سبيل الله} دين الله وطاعته {ويبغونها عوجاً} ويطلبونها بالصَّلاة لغير الله، وتعظيم ما لم يعظِّمه الله.
{وبينهما} بين أهل الجنَّة وبين أهل النَّار {حجاب} حاجزٌ، وهو سور الأعراف {وعلى الأعراف} يريد: سور الجنَّة {رجال} وهم الذين استوت حسناتهم وسيئاتهم {يعرفون كلاً بسيماهم} يعرفون أهل الجنَّة ببياض الوجوه، وأهل النَّار بسوادها، وذلك لأنَّ موضعهم عالٍ مرتفع، فهم يرون الفريقين {ونادوا أصحاب الجنة أن سلام عليكم} إذا نظروا إلى الجنَّة سلَّموا على أهلها {لم يدخلوها} يعني: أصحاب الأعراف لم يدخلوا الجنَّة {وهم يطمعون} في دخولها.
{وإذا صرفت أبصارهم تلقاء أصحاب النار} أَيْ: جهة لقائهم.


{ونادى أصحاب الأعراف رجالاً} من أهل النَّار {يعرفونهم بسيماهم} من رؤساء المشركين فيقولون لهم: {ما أغنى عنكم جمعكم} المال واستكثاركم منه {وما كنتم تستكبرون} عن عبادة الله، ثمَّ يقسم أصحاب النَّار أنَّ أصحاب الأعراف داخلون معهم النَّار، فتقول الملائكة الذين حبسوا أصحاب الأعراف: {أهؤلاء الذين أقسمتم} يا أصحاب النَّار {لا ينالهم الله برحمة} يقولون لأصحاب الأعراف: {ادخلوا الجنة لا خوف عليكم ولا أنتم تحزنون}.
{ونادى أصحاب النار أصحاب الجنة أن أفيضوا علينا من الماء أو مما رزقكم الله} يعني: الطَّعام، وهذا يدلُّ على جوعهم وعطشهم {قالوا إنَّ الله حرمهما على الكافرين} تحريم منع لا تحريم تعبُّدٍ.
{الذين اتخذوا دينهم} الذي شُرع لهم {لهواً ولعباً} يعني: المستهزئين المُقتسمين {فاليوم ننساهم} نتركهم في جهنَّم {كما نسوا لقاء يومهم هذا} كما تركوا العمل لهذا اليوم {وما كانوا بآياتنا يجحدون} أَيْ: وكما جحدوا بآياتنا ولم يُصدِّقوها.
{ولقد جئناهم} يعني: المشركين {بكتاب} هو القرآن {فصلناه} بيّناه {على علم} فيه. يعني: ما أُودع من العلوم وبيان الأحكام {هدى} هادياً {ورحمة} وذا رحمةٍ {لقوم يؤمنون} لقومٍ أريد به هدايتهم وإيمانهم.


{هل ينظرون} ينتظرون، أَيْ: كأنَّهم ينتظرون ذلك؛ لأنَّه يأتيهم لا محالة {إلاَّ تأويله} عاقبة ما وعد الله في الكتاب من البعث والنُّشور {يوم يأتي تأويله} وهو يوم القيامة {يقول الذين نسوه من قبل} تركوا الإِيمان به والعمل له من قبل إتيانه {قد جاءت رسل ربنا بالحق} بالصِّدق والبيان {فهل لنا من شفعاء} هل يشفع لنا شافعٌ؟ {أو} هل {نردُّ} إلى الدُّنيا {فنعمل غير الذي كنا نعمل} نوحِّد الله ونترك الشِّرك، يقول الله: {قد خسروا أنفسهم} حين صاروا إلى الهلاك {وضلَّ عنهم ما كانوا يفترون} سقط عنهم ما كانوا يقولونه مِنْ أنَّ مع الله إلهاً آخر.
{إنَّ ربكم الله الذي خلق السموات والأرض في ستة أيام} أَيْ: في مقدار ستة أيَّامٍ، من الأحد إلى السَّبت، واجتمع الخلق في الجمعة {ثم استوى على العرش} أقبل على خلقه، وقصد إلى ذلك بعد خلق السَّموات والأرض {يغشي الليل النهار} يُلبسه ويُدخله عليه {يطلبه حثيثاً} يطلب اللَّيل دائباً لا غفلة له {والشمس} وخلق الشَّمس {والقمر والنجوم مسخرات} مُذلَّلاتٍ لما يُراد منها من طلوعٍ وأُفولٍ، وسيرٍ ورجوعٍ {بأمره} بإذنه {ألا له الخلق} يعني: إنَّ جميع ما في العالم مخلوق له {و} له {الأمر} فيهم، يأمر بما أراد {تبارك الله} تمجَّد وتعظَّم وارتفع وتعالى.
{ادعوا ربكم تضرُّعاً} أَيْ: تملُّقاً {وخفية} سرَّاً {إنه لا يحب المعتدين} المجاوزين ما أُمروا به.

1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8